كتابة اللوح وكتابة التدبير

أخرج أحمد بن حنبل (241هـ) قال: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب عن عبد الله قال: حدثنا رسول الله، وهو الصادق المَصْدُوق: «إنّ أحدكم يجْمَع خَلْقه في بطن أُمه أربعين يوماً، ثمّ يكون علقةً مثل ذلك، ثمّ يكون مضغةً مثل ذلك، ثمّ يرسَل إليهْ الملَك، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلماتٍ: رزقه، وأجله، وعمله، وشقيّ أم سعيد...».

قال الإمام أحمد محمد شاكر: إسناده صحيح([74]).

قلت: صححه قاطبة أهل السنّة. وقد روينا مثله أو قريب منه، بأسانيد صحاح عن أهل البيت :، وسيأتي في الفصل اللاحق..

ولا ينبغي الشكّ أنّ هناك كتابين، الأول: هو اللوح المحفوظ، أو أمّ الكتاب، ذاك الذي قدر الله تعالى فيه مقادير الخلائق قبل كذا ألف سنة من خلق الدنيا. والثاني: كتاب التدبير، وهو الذي يضمّ كتابة الملائكة بأمر الله تعالى لما يجري على العبد، وإنّما أمر الله تعالى الملائكة بهذا ؛ لأنّها هي المباشرة في تدبير الخلق الطيني؛ فالله تعالى وإن كان هو المميت، لا مميت

[74] مسند أحمد (ت: أحمد شاكر) 3: 517، رقم: 3624. دار الحديث، القاهرة.