والملفت للنظر أنّ الكلّ - شيعة وسنّة ووهابيّة - يقولون بمعنى البداء وإن تساجلوا في لفظه، فالسنّة دون ريب يعتقدون به، ويعظمون الله تعالى من خلاله..، لكن ذات الوقت نرى الجلّ لا يعرف معناه، ناهيك عن حدّه المنطقي أو رسمه العلمي.

وممّا يؤلم أنّ بعض العلماء قد تعثّرت أقلامهم في توضيحه، لينتج عن ذلك ارتباكاً غير محمود في الساحة الإسلاميّة..

وأكثر من كلّ ذلك أنّ بعض فئات أهل السنّة عدّوا عقيدة البداء من أكبر معايب الشيعة، إلاّ بعض علمائهم الكبار فيما سنرى، فإنه أفتى – وإن لم يذكر لفظ البداء - بكفر من لا يقول بمعناه، ناهيك عن كونهم يتدينون به مثلنا تماماً..

كتبنا هذه الوريقات المتواضعة، لتبيان كلّ هذا بإيجاز، في فصول ثلاثة لنبين:

أولاً: معنى البداء لغة واصطلاحاً، وأنّه عقيدة واجبة.