بدا لله تعالى بمعنى ظهر منه لا له؛ والوجه فيه أنّ الله هو من أظهر للعباد ما كان خافياً عنهم، وأوجد ما كان معدوماً فيهم، ومحى برحمته ما أثبته بعدله عليهم؛ والمستند فيه قول الله تعالى: )وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (([20]).
قال الشيخ المفيد رضوان الله عليه في التصحيح: فالمعنى في قول الإمامية بدا لله في كذا، أي: ظهر منه، وليس المراد منه تعقب الرأي ووضوح أمر كان قد خفي عنه تعالى...، فهي معلومة له فيما لم يزل، وإنّما يوصف منها بالبداء ما لم يكن في الاحتساب ظهوره، ولا في غالب الظنّ وقوعه ([21]).
البداء مجموع الظهورين.
قلت: ولا تنافي بين المعنيين إطلاقاً، فلقد أوضحنا بما لا يبقى معه ترديد أنّ حقيقة البداء هي مجموع الظهورين = ظهور من الله + ظهور من العبد.