لغرض الجزاء وحساب العباد؛ فإنّ الله تعالى قضـى بعلمه ورحمته، أن لا يحاسب العباد إلاّ إذا أظهروا له سبحانه أعمالهم موجودةً في الخارج، وهذا معلوم ضرورة لكلّ أهل القبلة، شيعة، وأشاعرة وما تريديّىة، ومعتزلة، ووهابيّة..، ومن ذلك، قوله تعالى: )وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (.
والغرض من هذا - في الحساب - مطوي في قوله: ) رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (([16]).
قال الإمام السنّي ابن الجوزي (597هـ): )حَتَّى نَعْلَمَ( العلم الذي هو علم وجود، وبه يقع الجزاء([17]).
وقال السيد المرتضـى 2 قوله تعالى: )وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ( نحمله على أنّ المراد به