responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداء نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 19

لكنّهم – وهذا هو البداء - جأروا إلى الله تعالى ؛ ففرّقوا بين الرضيع وأمّه، والأنعام وصغارها، والزوج وزوجته، وامتنعوا عن الطعام والشراب، ثمّ آبوا إلى الله قائلين: «يا حيّ حين لا حيّ، يا محيي الموتى، لا إله إلا أنت...» فكشف الله تعالى عنهم العذاب؛ أي أظهر سبحانه ممّا في مخزون علمه، ومكنون فضله، للتائبين من عباده، ما كان خافياً حتى على يونس 7.

وهنا علم يونس 7، أنّ أمر الله في خلقه لا يدور فقط على العلم المبذول لأنبيائه ورسله، بل أيضاً على علمه المخزون الخفي الذي لا يعلمه إلاّ هو سبحانه؛ لذلك صرخ يونس منادياً: )في الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ(([10])؛ إذ: ) يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وعنده أم الكتاب(.

قلت: فهذا هو البداء بلحمه وعظمه ؛ وخلاصته فيما نحن فيه، أنّ الله تعالى قضـى بعذاب قوم يونس إذا أصرّوا ؛ فلمّا أصرّوا أظهر غضبه فأنزل عذابه عليهم، لكن لما تابوا، بدا لله تعالى أنْ يظهر لهم عفوه


[10] سورة الأنبياء: 87.

نام کتاب : البداء نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست