ولا يخفى على أحد امتناع صدور فعل من الحكيم بلا غاية، فلابد أن يكون لله تبارك وتعالى – وهو سيد الحكماء – غاية من وراء خلقه للإنسان، فهو لم يخلق ما خلقه عبثاً، ولم يوجده هباء، بل للرجوع إليه كما قال تعالى:أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ([5])، وقال تعالى: وَأَنَّ إلى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى([6]). فالغاية إذن هي الرجوع إليه تعالى.
ومن الضروري – حينئذٍ - أن تتعلق العناية الربانية بإيصال الإنسان -كسائر ما خلق- إلى غايته، وذلك بواسطة ما خصّهُ به من الدعوة والإرشاد، ثمّ بالامتحان والابتلاء.