responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 4
القطع بالحديد صلاحاً لها، وإبقاءً عليها؛ فلو أنّها ذات عقل -كعقول أكثر النّاس- لتصورت أنّ في ذلك إفساداً لها وإضراراً بها بينما هو عين مصلحتها.

كذلك الله تبارك وتعالى إذا أنزل بعبده ما يكره كان خيراً له ونظراً وإحساناً ولطفاً منه إليه؛ فهو أرحم بعباده منهم بأنفسهم ومن آبائهم وأمهاتهم، كما هو معلوم ضرورة.

ولو مُكن الناس من الاختيار لأنفسهم، لعجزوا عن القيام بمصالحهم، لكنه سبحانه تولى تدبير أمورهم بموجب علمه وحكمته، وعدله وإحسانه، ورحمته وفضله، أحبّوا ذلك لعلمهم بالمصلحة، أم كرهوه لجهلهم بها، و: لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ([2]).

بهذا انقسم النّاس إلى فريقين؛ فالصابرون سكنت نفوسهم واطمأنت قلوبهم، وأمّا الجاهلون فنازعوا بجهلهم حكمة الله وعلمه، وجحدوا بعجلتهم تدبيره ولطفه، بل اتهموه بالظلم، فضيعوا ما ضيّعوا ليخسـروا الدنيا والآخرة؛ إنّه هو الخسران المبين.

قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ([3]).


[2] سورة سبأ: 36.

[3] سورة الحج: 11.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست