responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 3

بسم الله الرحمن الرحيم

ما زالت المصائب والمحن التي تنزل بساحة العبد تثير التساؤلات والشبه حول عدل الله تبارك وتعالى؛ لأنّ البعض يتوقع أنّه إذا دخل في عالم القرب من الله تعالى، كأنّه دخل في عالم القرب من السلاطين، والذي يقترب من السلطان تناله منه المزايا والامتيازات، منزّهاً عن المحن والبليّات.

بينما يجد الأمر - في دار الدنيا - خلاف ذلك؛ فإنّه كلّما ازداد قرباً زادت محنته، واشتدت مصيبته، وثجّه الله بالبلاء ثجّاً، وأمام هذا المأزق افترق الناس طائفتين، فمنهم من حكاه القرآن بقوله: وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَن فاتهم الله تعالى بالظلم - والعياذ بالله -، ومنهم الذين: إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ([1]).

فحاولنا في هذا المختصـر تلمّس أسباب البلايا والمصائب والموقف الشـرعي المطلوب.

وبيّنا – أيضاً - أنّ الأمر الموافق للحكمة أنْ يتعاهد الحق سبحانه وتعالى عبيده بالبلاء؛ فيذيقهم الألم تارة واللذة أخرى؛ لأنّ حالهم لا يصلحه إلاّ ذلك، فحال العبد مع ربه كحال الشجرة مع الزارع، تراه يتعهدها بالسقي والرعاية، يعطشها وقتاً ويسقيها في آخر، ولا يترك الماء عليها دائماً، حتى إذا أعطت ثمرتها أقبل يعالجها بقطع أغصانها الضعيفة المفسدة لقوتها؛ فهو يجرّعها


[1] سورة البقرة: 155-156.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست