نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 32
وهو تكليف لكونه مستحباً إجماعاً، والاستحباب أحد التكاليف الخمسة فيما هو معلوم ضرورة.
الثالث: العمل الجوارحي؛ لقوله تعالى على سبيل المثال: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ([53]).
ويلاحظ أنّ الفعل الجوارحي، هو الذي تظهر به صفات الإنسان الكامنة، وحقيقته المستورة، دون القول الذي يحتمل الصدق والكذب، فلا يكون اللسان، ناهيك عن القلب والنيّة، دليلاً كاشفاً عن حقيقة الإنسان دائماً، بخلاف الفعل الذي هو غالباً دليلاً كاشفاً عن خبث الإنسان أو طيبه؛ لذا نجد كلّ الابتلاءات التي عليها مدار الأديان، هي عمليّة جوارحيّة من قبيل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً([54]).