وبالجملة قال الله تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ([58]).
وزبدة القول: أن مدار الأديان في مقاطعها الحرجة؛ كتعيين الخليفة المعصوم في العقديات، وكالدفاع عن بيضة الدين في الفرعيات، على العمل الجوارحي بخلاف القول والنيّة؛ فقضيّة عرش بلقيس أثبتت أنّ المستحق لخلافة نبيّ الله سليمان هو آصف صلوات الله عليه، كما أنّه مولى الموحدين علي بن أبي طالب بعد سيد الأنبياء محمد ؛ لتفرّده في كونه المحامي عن الرسول والرسالة كما في أحد والأحزاب وخيبر، حيث جَبُن كلّ الصحابة وولّوا الدبر، ناهيك عن تصدّقه المثالي على ما جزمت به آيتا النجوى والولاية وغيرهما من النصوص القطعيّة، ولا تحصـى مناقبه الجوارحيّة التي تفرد بها على العالمين، المثبتة لاستحقاقه خلافة سيّد المرسلين ([59]).