نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 26
اختلاف العلماء بسبب الاشتراك
كان كلّ غرضنا من التفصيل المتقدّم، تنبيه القارىء الكريم، أنّ من آثار الاشتراك اللفظي لمعنى البلاء، اختلاف العلماء عند فقدان القرينة القطعيّة أو ما يتاخمها..
مثال لاختلاف العلماء في كون البلاء نعمة أم محنة.
فقد اختلف العلماء في قوله تعالى - على سبيل المثال -: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ([42]). على قولين:
القول الأوّل: البلاء بمعنى النعمة، وهو قول جماعة كبيرة من المفسـرين وأهل اللغة؛ وحجتهم أنّ متعلّق البلاء هو نعمة الإنجاء، وهي قرينة على أنّ المقصود من البلاء النعمة.
وممّن ذهب إلى هذا القول جازماً السيّد المرتـضى رضوان الله تعالى عليه (436هـ) في أماليه؛ قال: والبلاء ههنا: الإحسان والنعمة، ولا شك في أنّ تخليصه لهم من ضروب المكاره التي عددها الله، نعمة عليهم، وإحسان إليهم، والبلاء عند العرب قد يكون حسناً وقد يكون سيئاً قال الله تعالى: وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا، ويقول النّاس في الرجل إذا أحسن القتال والثبات في الحرب: قد أبلى فلان، ولفلان بلاء ([43]).