قلت: وهو ظاهر في استعمال البلاء بمعنى المحنة؛ إذ المرض من أبرز مصاديق المحنة.
وورد في الكافي الشريف أيضاً عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد قال: قال أبو الحسن موسى عليه السلام: «ما من بلاء ينزل على عبد مؤمن، فيلهمه الله عز وجل الدعاء، إلاّ كان كشف ذلك البلاء وشيكاً، وما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيمسك عن الدعاء، إلاّ كان ذلك البلاء طويلاً؛ فإذا نزل البلاء، فعليكم بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل»([35]).
وقوله: «وشيكاً» أي سريعاً. وهو ظاهر في استعمال البلاء في المحنة والشدّة والمصيبة...، ما شئت فعبّر.
وروى علي بن إبراهيم القمّي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ابن سنان، عن عنبسة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من تخوف من بلاءٍ يصيبه، فتقدم فيه بالدعاء لم يره الله عز وجل ذلك البلاء أبداً» ([37]).
قلت: رجاله ثقات.
([34]) مرآة العقول 8: 159.
[35] الكافي (ت: علي غفاري) 2: 4712 ك. دار الكتب الإسلاميّة، طهران.
([36]) مرآة العقول 12: 22.
[37] الكافي (ت: علي غفاري) 2: 97. دار الكتب الإسلاميّة، طهران.
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 21