نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 22
يشهد له ما ورد أيضاً في الكافي عن أحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن الحسن الميثمي، عن العباس بن هلال الشامي، مولى لأبي الحسن موسى عليه السلام قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: «كلّما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون، أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون » ([38]).
والحديث ظاهر في استعمال لفظ البلاء في المحنة، ومعناه في الحديث: العذاب أو العقوبة، أو كلاهما، على أنّ العذاب أو العقوبة، أبرز مظاهر المحنة، سيما الأوّل.
ونشير سريعاً إلى أنّ الفرق بين العذاب والعقاب، كامنٌ في أنّ غرض الأوّل الانتقام؛ قال تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ([39]).
وأمّا الثاني فأعمّ من الانتقام، فلعلّ الغرض منه التأديب والتطهير، ومن ذلك ما رواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن السري بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا أراد الله عز وجل بعبد خيراً، عجل له عقوبته في الدنيا، وإذا أراد بعبد سوءً أمسك عليه ذنوبه حتى يوافي بها يوم القيامة»([40]).
قلت: والعقوبة هيهنا ظاهرة في معنى التطهير، ولا يسعنا التفصيل، وسيوافيك البيان في الفصل الثاني.
الحاصل:
[38] الكافي (ت: علي غفاري) 2: 97. دار الكتب الإسلاميّة، طهران.