السنة الثالثة: وهي الاستدراج، بتبديل السيئة حسنة، والنقمة نعمة والبأساء والضراء سراء، وفي ذلك تقريبهم يوماً فيوماً وساعة فساعة إلى السنة الرابعة.
السنة الرابعة: وهي العذاب الإلهي الذي يأخذهم بغتة وهم لا يشعرون به؛ لأنهم كانوا يرون أنفسهم في مهد الأمن والسلام فرحين بما عندهم من العلم، وما في اختيارهم من الوسائل الكافية على زعمهم في دفع ما يهددهم بهلاك أو يؤذنهم بالزوال.
وأشار القرآن الكريم إلى السُنتين بقوله تعالى: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ.
وقوله عز من قائل: ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ([385]).