responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 161

سبب نزول النعم والنقم العامة

وقد أشار الله سبحانه في خلال جملة من الآيات إلى حقيقة ناصعة هي المدار الذي يدور عليه أساس نزول النعم والنقم على العالم الإنساني من ذلك قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ([386]).

فأشار به إلى سبب نزول النعم؛ وقوله تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ([387]).

الذي يشير إلى سبب نزول النقم العامة.

وتوضيح ذلك: أن العالم بما فيه من الأجزاء متعلق الأبعاض مرتبط الأطراف يتصل بعضه ببعض اتصال أعضاء بدن واحد، وكما إن أجزاء البدن الواحد يتأثر بعضها ببعض من ناحية الصحة والمرض، فيختل صدور آثار بعض الأجزاء نتيجة الخلل الصادر من الجزء الآخر، ويستقيم صدور الآثار الحسنة فيما لو استقامت باقي الأجزاء؛ كذلك أجزاء هذا العالم.

فمثلاً إذا اختل بعض أجزاء السيارة بأن تعطلت بعض أجهزتها الأساسية والمهمة، فإننا نجد أن كامل محرك السيارة قد تأثر بهذا العطل واختلفت آثاره.

وهنا نقول: إن الجميع على ما يبينه القرآن الكريم سائر إلى الله سبحانه سالك نحو الغاية التي قدرت له يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ([388])، فإذا اختل أمر بعض أجزائه، وخاصة المهمة منها كالإنسان، وضعف أثره وانحرف


[386] سورة الأعراف: 96.

[387] سورة الروم: 41.

[388] سورة الانشقاق: 6.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست