responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 150
كان يملكه هو و ملؤه، حتى قال: أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى([356])، و هو الذي كانت تستذله آيات موسى يوماً بعد يوم من طوفان وجراد و قمل وضفادع و غير ذلك.

نعم إن عبدة الدنيا وطُلاّبها المغرورين حين ينالون «القوّة» والاقتدار ينسون كل شيء إلاّ أنفسهم. وكل ما يقع في أيديهم يحسبونه من عند أنفسهم لا من غيرهم، كما كان قارون يقول: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي([357])، في حين أن عباد الله وخاصّته كلما نالوا شيئاً قالوا: هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي ([358]).

الطريف أن سليمان 8 لم يقل هذا الكلام عندما شاهد عرش ملكة سبأ عنده فحسب، بل أضاف قائلاً: لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ.

يوسف 8 حين جلس على سرير الحكم في مصر وعاد إليه والداه وإخوته بعد فراق طويل قال: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ([359]).

أجل.. هذا هو معيار معرفة الموحدين المخلصين من عبدة الدنيا المغرورين، وهذه سيرة الرجال العظماء في قبال غيرهم من الأنانيين!

وعليه فلا يكفي كتابة قوله تعالى: هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي على أبواب القصور من دون أن يعتقد الإنسان بذلك، أو يكون أدنى أثر من هذه العبارة في عمله، فالمهم


[356] سورة النازعات: 24.

[357] سورة القصص: 78.

[358] سورة النمل: 40.

[359] سورة يوسف: 101.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست