نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 146
فهذا سيد العابدين وزين الساجدين يقول في دعائه: ولا أفتقرنّ ومن عندك وسعي ([345]).
وفي موضع آخر منه: وصن وجهي باليسار، ولا تبتذل جاهي بالإقتار ([346]).
فكيف يحثّون أحباءهم وأولياءهم بلبس إزار الافتقار والإقتار؟ وهم يتأبّون عنه، ويلتمسون الله في صيانة ماء وجههم باليسار، وعدم ابتذال جاههم بالإقتار.
نعم لو كان المراد بالفقر هو الفقر إلى الله دون غيره وطلب الحاجة منه لا من غيره، وإليه يشير قول النبي: الفقر فخري ([347]).
وقول سيد العابدين 8: «تمدحت بالغنا عن خلقك، أنت أهل الغنا عنهم، ونسبتهم إلى الفقر وهم أهل الفقر إليك فمن حاول سد خلتك من عندك، ورام صرف الفقر عن نفسه بك، فقد طلب حاجته في مظانها، وأتى طلبته من وجهها، ومنتوجه بحاجته إلى أحد من خلقك، أو جعل سبب نجحها دونك، فقد تعرض للحرمان، واستحق من عندك فوت الإحسان»([348]).
لكان له وجه وكان مفاد الكلام: من أحبنا فليلبس إزار الفقر إلى الله دون غيره، ويكون منه على حالة يعمّه ويشمله، لأن الفقر إلى غيره كفر، كما أشار إليه النبي بقوله: الفقر سواد الوجه في الدارين ([349]).