نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 145
فأرسل إلى طلحة والزبير، فأتياه فقال لهما: هذا المال والله ليس لأحد فيه شيء، وكان عندهما مصدقاً، قال فخرجا من عنده وهما يقولان: إن له لمال. كذا في الكافي ([342]).
ومثله رواية عبد الأعلى مولى آل سام، قال قلت لأبي عبد الله 8: إن الناس يرون أن لك مالاً كثيراً، فقال: ما يسوئني ذلك، إن أمير المؤمنين 8....الحديث([343]).
قال بعض المحققين من أصحابنا: إن ترك الدنيا بالكلية ليس هو مطلب الشارع من الزهد فيه والتخلي عنها؛ لأنه يراعي نظام العالم باشتراك الخلق في عمارة الدنيا وتعاونهم على المصالح، ليتم بقاء النوع الإنساني وترك الدنيا وإهمالها بالكلية يهدم ذلك النظام وينافيه ([344]).
بل الذي يأمر به هو القصد في الدنيا، واستعمال متاعها وفق القوانين التي جاءت بها الرسل، والوقوف عند الحدود المضروبة في الشرائع دون تعديها.
وبما قررناه ظهر أن وجه الحديث خلاف ما قاله أبن الأثير، بل الوجه فيه ما أسلفناه.
وبالجملة إن أراد هذا القائل إن هذا الكلام منه حثٌ لمن أحبهم على لبس إزار الفقر والفاقة، وترك أسباب الغنى والثروة وما يوجبها بالكلية، فيردّه ما سبق وما ورد من استعاذتهم منه.