نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 144
ألفاً حتى خلي عنه، فقلت: وكان متمولاً؟ قال: نعم، كان ربّ خمسمائة ألف درهم ([339]).
ثم كيف يحثّ علي من أحبهم على لبس إزار الفقر، وهو وأولاده الكرام كانوا يتأبون عن ذلك، ويحثون أحبائهم وأولياءهم على نزعه، حيث قالوا: لا خير فيمن لا يحب جمع المال يكف به وجهه، ويقضي به دينه، ويصل به رحمه ([340]).
وقد قال سيدنا الصادق 8 لمولى له، عبد الله: احفظ عزّك، قال: وما عزّي جعلت فداك؟ غدوك إلى سوقك، وإكرامك نفسك. وقال لآخر مولى له: ما لي أراك تركت غدوك إلى عزك؟ قال: جنازة أردت أن أحضـرها، قال: لا تدع الرواح إلى عزّك. كذا في صحيحة علي بن عقبة ([341]).
والأخبار في حثهم أحبابهم وأصحابهم على التجارة وطلب الغنى ونهيهم عن تركها، أكثر من أن تحصى، وهم إذا لم يرضوا لأنفسهم أن ينسب إليهم الفقر والقلة حتى استقرضوا ودفعوا به الهوان والذل عنهم فكيف يرضون ذلك لأتباعهم، ويحثونهم على التقلل المانع من أكثر الطاعات والعبادات، كالحج والزكوات وصلة الأرحام ونحوها، على لبس إزار الفقر المورث للذلة والإهانة، وهم قد نهوهم عنه كما سبق.
وفي الكافي: في موثقة أبي بصير، قال: بلغ أمير المؤمنين 8 أن طلحة والزبير يقولان: ليس لعلي 8 مال، فشق ذلك عليه، فأمر وكلائه أن يجمعوا غلّته، حتى إذا حال الحول أتوه وقد جمعوا من غلته، مائة ألف درهم، فنشـرت بين يديه، قال: