نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 142
وفي رواية عبد الأعلى مولى آل سام، قال: استقبلت أبا عبد الله 8 في بعض طرق المدينة في يوم صائف شديد الحر، فقلت جعلت فداك حالك عند الله عز وجل وقرابتك من رسول الله وأنت تجهد نفسك في مثل هذا اليوم؟ فقال: يا عبد الأعلى خرجت في طلب الرزق لأستغني به عن مثلك ([335]).
من هنا يتضح بُعد ما ذهب إليه أبن الأثير بتفسيره للحديث حيث قال: وفي حديث علي 8 «من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلباباً» أي: ليزهد في الدنيا، وليصبر على الفقر والقلة.
ثم قال: وقيل إنّما كنى بالجلباب عن اشتماله بالفقر، أي: فليلبس إزار الفقر ويكون منه على حاله تعمه وتشمله؛ لأن الغنى من أحوال أهل الدنيا، ولا يتهيّأ الجمع بين حب الدنيا وحبّ أهل البيت ([336]).
فأنه يرد عليه أن الغنى ليس من خصائص أهل الدنيا، لأن بعض الأنبياء والأوصياء %، وخاصة أصحابهم وحواريهم كانوا أغنياء، وإن كانوا من الزاهدين في الدنيا؛ إذ الزهد ليس فقد الدنيا، بل عدم تعلق القلب بها، بحيث لا يفرح بحصولها، ولا يحزن بفواتها.
قال سيد العابدين 8: ألا وإنّ الزهد في آية من كتاب الله: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ([337]).