نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 140
ولهذا قسموا الاكتساب إلى الأقسام الخمسة منها: ما هو واجب.
وإنما شبه التجارة ونحوها بالتجفاف؛ لأنها تقيه أذى الفقر ويدفعه عنه، كما إن التجفاف يقيه أذى الحرب ويدفعه، فهما متشابهان في دفع الأذى ووقايته.
وبالجملة أن المفهوم منه إنه 8 جعل المحبة مقتضية لإعداد جلباب أو تجفاف للفقر، ولم يجعلها أي محبتهم مقتضية للفقر نفسه.
فهذا حث منه لمن أحبهم على ستر فقره أو دفعه.
وملخص الكلام في هذا المقام: أن محبتهم تقتضي ستر الفقر، أو دفعه، لأنهم كانوا يسترون فقرهم ويدفعونه، فعلى محبيهم إن كانوا صادقين في محبتهم أن يستروه أو يدفعوه تشبهاً بهم.
وأما إنهم كانوا يسترونه، فمع وضوحه تدل عليه صحيحة أبي بصير، عن أبي عبد الله 8، قال: «إن أناساً بالمدينة قالوا: ليس للحسن مال، قال: فبعث الحسن 8 إلى رجل بالمدينة، فاستقرض منه ألف درهم، فأرسل بها إلى المصدق، وقال: هذه صدقة مالنا، فقالوا ما بعث الحسن 8 بهذه من تلقاء نفسه إلاّ وله مال»([332]).
وفي رواية عبد الأعلى مولى آل سام: قال: «إن علي بن الحسين 8 اشتدت حاله حتى تحدث بذلك أهل المدينة، فبلغه ذلك، فتعيّن ألف درهم، وبعث بها إلى صاحب المدينة، وقال: هذه صدقة مالي» ([333]).