نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 139
وفيه رواية أخرى: «يا علي الحاجة أمانة الله عند خلقه، فمن كتمها أعطاه الله ثواب من صلى»([328]).
فكتمانه فقره وحاجته على نفسه جلبابه؛ لاشتراكهما في الساترية.
وعلى الثاني شبه الفقر بالعدو، والخصم المحارب، ثم أمر بإعداد تجفاف له أي سلاح ليقيه أذاه، وهم قد يشبهون الفقر بالخصم والجائر.
كما في حكاية أعرابي دخل على أمير المؤمنين8: «جئتك لتنصفني عن جائر لا يرحم صغيراً لصغره ولا كبيراً لكبره، فقال 8: وما ذاك؟ قال: الفقر يا أمير المؤمنين، فأمر الخازن بعشرة آلاف درهم فأعطاه، وقال: يا أخا العرب فبالله ورسوله عليك كلّما أتاك خصمك متعرضاً، فارجع إليّ متعوذاً»([329]).
وإنما أمره بأعداد ما يقيه أذاه لطفاً به وحفظاً له عن شماتة أعدائه وأرباب دولة الباطل، ولئلا يهينوه لفقره وفاقته، فأمره بإعداد ما فيه عزّه وإكرامه، ولأن من الفقر ما هو سواد الوجه في الدارين.
وهذا تأويل قول النبي: كاد الفقر أن يكون كفراً ([330]). ولذلك ورد في بعض الروايات استعاذتهم من الفقر.
وبالجملة إعداد ما به يدفع الفقر الذي لا يكون معه صبر ولا ورع يحجزه عمّا لا يليق بأهل الدين والمروءة واجب «غنىً يحجزك عن الظلم خير من فقر يحملك على الأثم» كذا في التهذيب عن الصادق 8([331]).