responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 138

وقوله: «فليعد تجفافاً له» إشارة إلى الحث على ما به يدفع الفقر وأذاه عن نفسه من تجارة أو زراعة أو صناعة أو كتابة ونحوها؛ لأن التجفاف آلة لدفع الأذى في الحرب.

فعلى الأول شبّه الفقر في وجوب ستره وشناعة إظهاره؛ لأنه ذل وهوان واستسلاب للعزة ومذهبة للحياء، بامرأة ذات عورة شنيع إظهارها وواجب سترها بالجلباب.

أي: فليعد ساتراً ستيراً على وجه لا يظهر منه شيء، وفيه من المبالغة والحث على ستر الفقر وكتمانه ما لا يخفى، وذلك بأن يكتمه على نفسه ويعدّها لتحمّله، فكأنه بذلك أعد له جلباباً وستره فيه.

والغرض المسوق له الكلام هو الحث على ستره وكتمانه وعدم إظهاره، لئلا يشمت به الأعداء، ويقولوا إن محبي أهل البيت % فقراء أذلاء لا مال لهم، ولذلك كان أصحاب الصفة يتعففون ويكتمون فقرهم على وجه يحسبهم الجاهل بحالهم أغنياء من التعفف.

وورد في الخبر عن سيدنا الصادق8: «شيعتنا من لا يسأل الناس ولو مات جوعاً»([326]).

ويشهد لصحة ما قلناه ما في الكافي: عن أبي عبد الله الصادق 8 قال: قال رسول الله: «يا علي إن الله جعل الفقر أمانة عند خلقه، فمن ستره أعطاه الله مثل أجر الصائم القائم»([327]).


[326] عدة الداعي ص99.

[327] أصول الكافي ج2 ص260 الحديث 3.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست