responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 127
عَزْمِ الأُمُورِ([285])، وقال: وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ([286])، وقال: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ([287]).

لماذا أمرنا الله بالصبر؟

عرف القرآن الكريم الصابرين بقوله: وَبَشّـِرِ الصَّبِرِينَ* الَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ([288])، ومن المعلوم عدم أرادة مجرد التلفظ بالجملة من غير حضور معناها بالبال، ولا مجرد الإخطار من غير تحقق بحقيقة معناها، وهي كون الإنسان وجميع الموجودات – بما فيها الأسباب المادية التي يتوقع الإنسان أن تصيبه بالضرر- مملوك لله بحقيقة الملك، وهو المتصرف والمدبر لها بمقتضى ربوبيته تعالى لها، فلا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن إلاّ عن إذن منه، ولا يفعل فاعل ولا يقبل قابل إلاّ عن علم سابق منه ومشية لا يخطئ علمه ومشيته و لا يرد قضاؤه.

وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ([289])، وعليه فليس لموجود أن ينفع آخر او يضـرّه إلاّ بإذنه، فالأمر ليس راجعاً للأسباب الطبيعية وإن الأمر لله جميعاً.

فالإذعان بما تقدم يستعقب اهتداء النفس إلى هذه الحقائق واطمئنان القلب وسكونه وعدم اضطرابه وقلقه من جهة تعلقه بالأسباب الظاهرية وإسناده المصائب والنوائب المرة إليها دون الله سبحانه.


[285] سورة آل عمران: 186.

[286] سورة فصلت: 35.

[287] سورة الزمر: 10.

[288] سورة البقرة: 155-156.

[289] سورة الأنعام: 18.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست