responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 123

لذا نجد الحق تبارك وتعالى قد رفع ذكر الشكر والشاكرين بقوله عز من قائل: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ([279])، ففيه ترفيع لمقام أهل الشكر بأن المتمكنين في هذا المقام قليلون وهم الأوحديون من الناس، في إشارة إلى أنّ مقام الشكر المطلق لا يناله إلاّ المُخلَصون.

وقد تبين مما مر أن مرتبة الشكر الكامل المطلق هي مرتبة المعصومين %، وهذه هي المرتبة الأسمى والأعلى للشكر، وبما إنه تعالى قد أمر في آيات عديدة جميع عباده بالشكر، كقوله تعالى: ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ([280])، وقوله: وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ([281])، وغيرها كثير فتكون مراتب شكرهم بحسب درجاتهم المتفاوتة.

وفي الختام

هناك أمران ينبغي الالتفات إليهما:

الأول: يجب الالتفات إلى أنّ الشكر والحمد ليس كافياً في مقابل نعمائه تعالى، بل يجب أن نشكر ـ كذلك ـ الأشخاص الذين كانوا وسيلة لهذه المواهب ونؤدّي حقوقهم من هذا الطريق، ونشوّقهم أكثر بالخدمة في هذا السبيل، كما نقرأ في الحديث عن الإمام علي بن الحسين 8 قال: «وإنّ الله يحبّ كلّ قلب حزين ويحبّ كلّ عبد شكور، يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة: أشكرت فلاناً؟


[279] سورة سبأ: 13.

[280] سورة البقرة: 52.

[281] سورة المائدة: 6.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست