responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 117

ولذلك فمن يستخدم نعمة القوّة في الظلم، ينادي بلسان حاله: إلهي، أنا غير لائق لهذه النعمة، ومن يستخدمها لإقامة الحقّ والعدالة يقول بلسان حاله: إلهي، أنا مناسب ولائق فزد نعمتك عليّ!

وأما كون الجحود يقتضي زوال النعم فلقوله عز من قائل: فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ * قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ([262]).

فالآية صريحة في عاقبة هؤلاء وأنهم سيصيبهم ما أصاب من قبلهم من سيئات، فهذه سنة الله فيهم وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلاً([263]).

وذلك أن سعي الإنسان لتحصيل الرزق مثلاً ليس سبباً تاماً موجباً لحصوله وإلاّ لم يتخلف ([264]) فكم من طالبٍ رجع آيساً وساعٍ خاب سعيه.

فهناك إذن علل وشرائط زمانية ومكانية وموانع مختلفة باختلاف الظروف خارجة عن حد الإحصاء إذا اجتمعت وتوافقت أنتج ذلك حصول الرزق.

هذا كله في الأسباب الطبيعية، وواضح عدم دخول أكثرها تحت أرادة واختيار الإنسان، وأما ما عداها من الأسباب الغيبية فمن باب أولى.


[262] سورة الزمر: 49-51.

[263] سورة فاطر: 43.

[264] لوجوب وجود المعلول عند وجود علته. قاعدة فلسفية بديهية أجمع عليها الحكماء.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست