responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 116

الشكر يقتضي زيادة النعمة والكفر – الجحود - يقتضي زوالها.

وبما مر تتضّح أيضاً العلاقة بين الشكر وزيادة النعمة، كما في قوله تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ([261])، لأنّ الناس لو صرفوا النعم الإلهيّة في هدفها الحقيقي، فسوف يثبتون عمليّاً استحقاقهم لها وتكون سبباً في زيادة الفيوضات الإلهيّة عليهم.

وقد تقدم أنّ حقيقة الشكر متقومة بأن يستفيد الكائن الحي من مواهبه تعالى في تكامله وقربه منه تعالى، فإذا أثبت العبد استحقاقه لهذه النعم بشكرها أي بصرفها في غايتها المطلوبة منها، فإنه تعالى يرجع على عبده بالمزيد منها.

ولتقريب الفكرة بمثال من واقعنا، فمثلاً يرى المزارع أنّ القسم الفلاني من مزرعته تنمو فيه الأشجار بشكل جيد، وكلّما يخدمها أكثر تنتج أكثر، فهذا الأمر سوف يؤدّي إلى أنّ يقوم المزارع على خدمة وتربية ذلك القسم بشكل أكبر، ويوصي مساعديه بها، لأنّ الأشجار تناديه بلسان حالها: أيّها المزارع، نحن لائقون مناسبون، أفض علينا من النعم، وهو يجيبهم بالإثبات.

أمّا إذا رأى في قسم آخر أشجاراً ذابلة ويابسة وليس لها ثمر، فكفران النعمة من قبلها بهذه الصورة يسبّب عدم اعتناء المزارع بها، وإذا استمرّ الوضع بهذا الحال سوف يقوم بقلعها.

وهذه الحالة موجودة في عالم الإنسانيّة بهذا التفاوت، وهو أنّ الأشجار ليس لها الاختيار، بل هي خاضعة للقوانين التكوينيّة، أمّا الإنسان فباستفادته في إرادته واختياره وتربيته التشريعيّة يستطيع أن يخطو في هذا المجال خطوات واثقة.


[261] سورة إبراهيم: 7.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست