responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 114

معنى النعمة

وبما أن المقام في الكلام عن حقيقة الشكر ناسب أن نذكر معنى النعمة المقتضية للشكر، فإن نفس كلمة النعمة تدل على وجود منعم يحكم العقل بوجوب شكره، لذا نجد جاحدي النعم يرفضون تسمية ما رزقهم الله تعالى بالنعم، لكي لا تلزمهم عقولهم بوجوب شكرها، قال تعالى حكاية عنهم: ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ([252])، فلاحظ كيف عبر هذا الجاحد عن النعمة بالضمير هرباً مما ذكرنا، وكقول قارون: قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي([253])، لذا ينبغي التوقف قليلاً عند معنى النعمة فنقول:

الموجودات وإن كانت جميعها يصدق عليها إنها نعم منه تعالى لقوله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا([254])، وقال: وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً([255])، إلاّ أنه تعالى وصف بعضها بالشـر والخسة واللعب واللهو وأوصاف أُخر غير ممدوحة كما قال: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ([256])، وقال: وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ([257])، وقال: لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ([258])، إلى غير ذلك.


[252] سورة الزمر: 49.

[253] سورة القصص: 78.

[254] سورة إبراهيم: 34.

[255] سورة لقمان: 20.

[256] سورة آل عمران: 187.

[257] سورة العنكبوت: 64.

[258] سورة آل عمران: 196-197.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست