نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 113
فمن نعمه تعالى شأنه على عبيده نعمة البصـر وشكرها بالإضافة إلى الثناء باللسان، أن تصـرف هذه النعمة فيما أراده تعالى منها، ومن نعمه تعالى أنه وهبنا السمع والنطق، فحقيق بنا أن يصرفا فيما يحب ويرضا.
فبهذه الوسائل نخطو إلى التكامل، وندرك الحقّ وندافع عنه ونحارب الباطل، فإذا صرفنا النعم الإلهيّة في هذا المسير كان ذلك هو الشكر العملي له، وإذا أصبحت هذه الأدوات وسيلة للطغيان والغرور والغفلة والابتعاد عن الله فهذا هو عين الكفران!
وهنا يتّضح أنّ شكر العلم والمعرفة والفكر والمال والسلامة، كلّ واحد منها من أي طريق يتمّ؟ وكيف يكون كفرانها؟
ومن هنا نفهم قوله تعالى: فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ([249])، وقول الإمام أَبِي عَبْدِ الله الصادق 8 حيث قالَ: «شُكْرُ النِّعْمَةِ اجْتِنَابُ المَحَارِمِ، وَتَمَامُ الشُّكْرِ قَوْلُ الرَّجُلِ: الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ»([250]).
وقد جمع قول الإمام الصادق 8 كلا الأمرين المذكورين بقوله: «أدنى الشكر رؤية النعمة من الله من غير علّة يتعلّق القلب بها دون الله، والرضا بما أعطاه، وأنّ لا تعصيه بنعمة وتخالفه بشيء من أمره ونهيه بسبب من نعمته» ([251]).