responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 111

وإظهار النعمة يتم من خلال أمرين:

الأول: ذكر المنعم بها لساناً وهو الثناء، وقلباً من غير نسيان، وذلك من خلال نسبة النعمة لله تبارك وتعالى وأنه منه تفضل ورحمة، لم ينلها الإنسان بما يملك من الأسباب.

ومن ذلك ما حكاه الله من ثناء داود وسليمان بقوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالا الحمْدُ لِلهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ المؤْمِنِينَ([242]).

فلم يقولا مثل ما حكى عن غيرهما، كقول قارون لقومه إذ وعظوه أن لا يستكبر في الأرض بماله: قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي([243])، و كما حكى الله عن قوم آخرين: فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون([244]).

و من ذلك ما حكاه عن سليمان 8 في قصة النملة بقوله: حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ([245]).

ذكرته النملة بما قالته ما له من الملك العظيم الذي شيّدت أركانه بتسخير الريح تجري بأمره، و الجن يعملون له ما يشاء و العلم بمنطق الطير و غيره، غير أن هذا


[242] سورة النمل: 15.

[243] سورة القصص: 78.

[244] سورة المؤمن: 83.

[245]سورة النمل: 19.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست