فالآية الكريمة واضحة أن المطلوب عند الابتلاء بالشـر الصبر، وكذلك سيأتي معنى الصبر الوارد في الآية.
والخلاصة: يجب على العبد عند الابتلاء بالخير الشكر، وعند الابتلاء بالـشر الصبر.
معنى الشكر وحقيقته:
تعرف حقيقة الشكر من خلال معرفة ما يقابله وهو الكفر قال تعالى: قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ([239])، فقابل تعالى بين الشكر والكفر، يقول أستاذ الفقهاء والمجتهدين السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي في تفسيره القيم: (والشكر مقابل الكفران، وهو لا يكون إلا للإنعام والإحسان) ([240])، وحقيقة الكفر هي الستر والإخفاء فتكون حقيقة الشكر هو إظهار النعمة، لذا قال العلامة الطباطبائي: حقيقة الشكر إظهار النعمة كما أن الكفر الذي يقابله هو إخفاؤها والستر عليها.
وقال الراغب: «الشكر تصور النعمة وإظهارها» ([241])، انتهى.