نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 109
المسألة الرابعة
ما هو الموقف الشرعي من ذلك؟!!
ما يهمنا في التقسيم المذكور معرفة الموقف الشرعي حياله، بعبارة أخرى كيف يتصرف الإنسان حين يبتليه ربه بالشر، وكيف يتصرف حين يبتليه بالخير؟!.
وقد تقدم قول الشيخ الطوسي (460هـ) في التبيان: وقيل للنعمة: بلاء، وللمضرة أيضاً مثل ذلك؛ لأنّ أصله ما يظهر به الأمر من الشكر أو الصبر، ومنه: يبتلي بمعنى: يختبر ويمتحن، وسميت النعمة بذلك لإظهار الشكر، والضـر لإظهار الصبر الذي يجب به الأجر([236]).
وقال الراغب في مفرداته: إن اختبار الله تعالى للعباد تارة بالمسار ليشكروا وتارة بالمضار ليصبروا فصارت المحنة والمنحة جميعاً بلاء، فالمحنة مقتضية للصبر والمنحة مقتضية للشكر([237]).
وهذا ما يستفاد من قوله تعالى: هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ.
فإذا تفضل الله تبارك وتعالى على عبده بموفور الصحة والأمان والرزق، فلابد عليه أن يشكر، وهل يختص الشكر بالقول باللسان كأن يقول العبد (الحمد لله رب العالمين)؟
سيأتي لاحقاً – إن شاء الله – بيان معنى الشكر المذكور في الآية الكريمة.
وأمّا ما يخص موقف الإنسان عندما يبتليه ربه بالشر، كما لو أفقره أو أمرضه أو أفقده الأمان ونحو ذلك من فروض الابتلاء والفتنة، فنستفاده من قوله تعالى:
[236] التبيان في تفسير القرآن (أحمد العاملي) 5: 94. مكتب الاعلام الاسلامي.