نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 107
المسألة الثالثة
البلاء بالخير وبالشرّ
أشار القرآن الكريم لهذه الحقيقة في قوله تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّـرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون﴾([228]) والبلاء هنا بمعنى الاختبار، والاختبار على قسمين: فتارة هو اختبار بالشرّ والمحن والمصائب، وأخرى اختبار بالخير والنعم.
يقول الراغب الأصفهاني صاحب المفردات: «و جعلت الفتنة كالبلاء في أنهما تستعملان فيما يدفع إليه الإنسان من شدة ورخاء، وهما في الشدة أظهر معنى، وأكثر استعمالاً، وقد قال فيهما: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّـرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾»([229])، انتهى موضع الحاجة من كلامه.
ويقول صاحب الميزان في تفسير الآية المتقدمة: «أي ونمتحنكم بما تكرهونه من مرض وفقر ونحوه وما تريدونه من صحة وغنى ونحوهما امتحاناً» ([230]).
وعليه فينقسم البلاء – بمعنى الاختبار - إلى قسمين: ابتلاء([231]) بالشـر أي بالشدائد، وابتلاء بالخير أي بالرخاء والغنى، أو قل: ابتلاء منحة ومحنة، ومنه نعرف صحة وجواز أن يقول المبتلى بمرض أو فقر ونحوها إذا سئل عن حاله: إنّه بشر، فلا يجب عليه أن يقول بخير، فقد روي عن أبي عبد الله أن أمير المؤمنين مرض فعاده إخوانه فقالوا: كيف نجدك يا أمير المؤمنين؟ قال: بِشـرٍ. قالوا: ما هذا كلام