responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 105

وأما نسبتها الى الإنسان فمن جهة أنه سبب في صدورها منه تعالى، فقد تقدم أن سبب توصيف هذه الأفعال بالمصيبة والسيئة لفقدها الغرض وهو إيصال الإنسان إلى السعادة والتمتع بهذه الحياة، فهذه النوازل تمنعه من الوصول إلى سعادته، وهذا الحرمان وقصره عنها بسبب ما قدمه من أخطاء وذنوب.

فانتساب هذه المصائب للإنسان لا من جهة الوجود والصدور وإنما من جهة التسبيب لها، ففعل العبد قد يقتضي الإنعام عليه من الله، وقد يقتضي حرمانه.

وقوله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ([222])، وقوله: ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ([223])، وقوله: إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ([224])، صريح فيما تقدم من سببية ما يقدمه العبد في تقدير الله وقضاءه.

من هنا يظهر وجه الغاية التي ذكرناها للبلاء، وهي تطهير العبد من درن الذنوب والمعاصي، وذلك أن الله تعالى لم ينه عبده من فعلٍ إلاّ لما يستتبعه من عواقب تضره، فإذا ارتكبها العبد نالته هذه العواقب، وعليه فيكون مثل هذا البلاء أقرب إلى الجزاء.

ونختم الجواب بآية صريحة وحديث صحيح فيما قدمناه، أما الآية فهي قوله تعالى: فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلاَّ بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلا تَحَاضُّونَ


([222]) سورة الشورى: 30.

([223]) سورة الأنفال: 53.

([224]) سورة الرعد: 11.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست