المسألة الثانية

البلاء والمصيبة من الله أم من العبد؟!!

صرحت بعض الآيات الكريمة بنسبة هذه المصائب والبلايا للعبد، كقوله تعالى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ([215])، وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ([216])، وقوله: ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ([217])، وقوله: إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ([218])، وغيرها من الآيات التي قد يتوهم تعارضها مع الفئة السابقة من الآيات الدالة على نسبة المصائب ومطلق البلايا له تعالى، كقوله عز من قائل: وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً([219])، وقوله تعالى: فَإِذَا جَاءَتْهُمْ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ([220])؟

ما يجب الالتفات إليه أنّ نسبة هذه المصائب والابتلاءات للإنسان لا يتنافى مع نسبتها إليه تعالى، وذلك لما تقدم من صدورها من تعالى اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ([221]).

[215] سورة النساء: 79.

[216] سورة الشورى: 30.

[217] سورة الأنفال: 53.

[218] سورة الرعد: 11.

[219] سورة النساء: 78.

[220] سورة الأعراف: 131.

[221] سورة الزمر: 62.