نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 102
ذلك سيئات
قبيحة لملاءمة القبيل الأول لسعادة الإنسان أو لتمتعه التام في ظرف اجتماعه و عدم ملاءمة
القبيل الثاني لذلك.
ومن الأفعال ما حسنه دائمي ثابت إذا كانت ملاءمته لغاية
الاجتماع وغرضه دائمي كالعدل، ومنها ما قبحه كذلك كالظلم.
ومن الأفعال ما يختلف حاله بحسب الأحوال والأوقات
والأمكنة أو المجتمعات فالضحك والدعابة حسن عند الخلان لا عند الأعاظم، وفي محافل السرور
دون المآتم، ودون المساجد والمعابد، والزنا وشرب الخمر حسن عند الغربيين دون المسلمين.
وما نريد ن نقوله هنا باختصار إن الأفعال لا تقتضي حسناً
لذاتها ولا قبحاً، وما ينالها من هذين الوصفين فهو بحسب ملائمة الفعل للغاية، فما
كان من الأفعال موصلاً للسعادة فهو حسن، وما لا يلائم هذا الغرض ويضاده قبيح، وأما
نفس الفعل فليس له حسن في ذاته ولا قبح.
فالأمور بعواقبها؛ فصحيح أنّ مقتل الحسين على سبيل المثال، سيّء قبيح من حيث هو
اجتراء على الله تعالى فيمن اصطفاهم عليهم السلام، لكنّه من حيث كونه يؤدّي إلى
هداية الخلق، ونيل الشفاعة، وتجديد العهد و...، والتي هي مما يحقق سعادة الفرد فهي
عين الحسن والجمال.
وكذا الموت؛ فإنّه – في نفسه - سيّء
جدّاً؛ إذ خروج الروح عن البدن أمرٌ صعب، لكنّه من حيث كونه انتقالاً من عالم
الدنيا الخسيس، الذي هو عالم الأمراض والحرّ والبرد والبول والغائط والدم والجيف
و...، إلى عالم البرزخ الشريف المنزّه عن كلّ هذه الأمور الخسيسة، عين الحسن
والجمال والجلال.
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 102