responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 100

إذ لا يصدر عن الله تعالى قبح، وقد مرّ أنّ صنع الله تعالى بالحسين أرواح العالمين له الفداء في كربلاء، يعني رفع درجاته التي منها: شفاعته للخطائين من شيعته إذا زاروا قبره المطهّر، بل قد جعل الله تعالى فيهم بسبب الزيارة، ما به يحنّون لقبره الذي هو روضة من رياض الجنّة ومرتع الملائكة المقربين، كما يحنّ الفصيل للناقة، فهل هناك جمال وحسن وبهاء يقارن بهذا عند الموالين الخطّائين؟!!

هذا هو الجمال الذي قصدته مولاتنا زينب أرواح العالمين لها الفداء.

إشكال: السيّء قبيح فكيف يكون حسناً!!.

فإنْ قلت: إنّ الله تبارك وتعالى قد وصف بعض الابتلاءات بالمصيبة والسيئة كما في قوله تعالى: وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً * مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً([213])، فالآية صريحة بوصف بعض الابتلاءات بالمصيبة والسيئة؟!.

قلنا: يمكن القول اختصاراً: إن وصف القرآن لهذه الابتلاءات بالسيئة والمصيبة ليس لأنها في نفسها سيئة ومضـرة، وإنما وصفها كذلك بالقياس لما كان يتمتع به العبد قبل الابتلاء من النعمة، فالفقر بالقياس لما كان يتمتع به قبل الابتلاء من نعم هو سيئة أي هو نقص وعدم، والمرض بالقياس لما كان يتمتع به من صحة هو سيئ ومصيبة، وأما هذا الفقر والمرض من دون قياس لما فات فهو حسن في ذاته لما يترتب عليه من فوائد مر ذكرها، كإزالة درن الذنوب وقذارة المعاصي عن العبد


[213] سورة النساء: 78-79.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست