responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 99

المسألة الأولى

هل البلاء خيرٌ أم شرّ؟!

اتّضح ممّا تقدم أنّ الغاية القصوى من البلاء والمصيبة والمحنة، هي الرحمة بالعباد في آخر المطاف، ينبغي للمؤمن أن يفرح بها، ويمكن الاستدلال على حسن البلاء بقوله تعالى: قُلْ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ([209])، فما من شيء إلاّ وهو مخلوق له تعالى.

و عن زرارة بن أعين، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: «إن الله خلو من خلقه، وخلقه خلو منه وكلّ ما وقع عليه اسم شيء ما خلا الله فهو مخلوق والله خالق كل شيء تبارك الله الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ»([210]).

فإذا أضفنا ما تقدم لقوله تعالى: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ([211])، يتبين أن كل شيء مخلوق، فهو مخلوق حسن؛ فالخلقة والحُسن متلازمان متصاحبان لا ينفك أحدهما عن الآخر أصلاً.

وبما أنّ البلاء بمعنى المصيبة مخلوق، فهو بمقتضـى الآية المتقدمة أمر حسن، لا ريب في ذلك، من هنا نفهم قول العقيلة زينب عليها السلام عند قول ابْنُ زِيَادٍ لها: ((كَيْفَ رَأَيْتِ صُنْعَ اللَّهِ بِأَخِيكِ وَأَهْلِ بَيْتِكِ؟! فَقَالَتْ عليها السلام: مَا رَأَيْتُ إِلَّا جَمِيلاً))([212]).


[209] سورة الرعد: 16.

[210] الكافي: كتاب التوحيد: باب اطلاق القول بأنه شيء: ح4.

[211] سورة السجدة: 7.

[212] بحار الأنوار: ج45، ص115.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست