نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 78
فالبعث بقيد الاصطفاء أولاً، والتعيين بالإسم ثانياً، مقامٌ سماوي عظيم، لا يهبه الله تعالى لغير المعصوم، هاك على سبيل المثال قوله تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ ([124]).
فمعنى البعث الاصطفائي: إقامة من اصطفاه الله تعالى سيداً وهادياً وقائداً ووالياً وخليفة. وقد بعث الله تعالى طالوت لبني إسرائيل هكذا.
الخامس: المعجزة.
تعورف خطأً أنّ المعاجز لا تقع إلاّ للأنبياء:، ولا تصدر إلاّ عنهم بإذن الله تعالى؛ والآية أعلاه نصّ جليّ على خطأ ذلك؛ فلطالوت معجزة وآية، بل معاجز وآيات..؛ قال القرآن : وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ([125]).
فهذا نصّ على أنّ الله قد قضى أن يصل ميراث الأنبياء هذا إلى طالوت معجزة له، وليست المعجزة فقط أنّ الملائكة حملت التابوت بمرأى وبمسمع من بني إسرائيل، ليستلمه منهم طالوت في باحة بيته المقدّس بيديه المطهرتين، بل المعجزة أنّ في هذا التابوت السكينة وتراث الأنبياء؛ كعصا موسى ، وعمامة هارون ، وقميص إبراهيم ، والصحف ، ورضاض ألواح التوراة.
قال السيوطي في الجلالين مثلاً: )من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون( وهي نعلا موسى، وعصاه، وعمامة هارون، وقفيز من المنّ الذي كان ينزل عليهم، ورضاض من الألواح )تحمله الملائكة( حال من فاعل يأتيكم )إن في ذلك لآية لكم( على