نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 46
الصحابة والسكينة!!
من ادّعى نزول السكينة على كلّ أصحاب النبي ، يوم حنين مثلاً، فقد كذّب القرآن: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ([75]).
فالصحابة على قسمين:
الأول: الجبان المتزلزل الفارّ من الزحف .
وهم : من ضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وبديهي أنّ هذا القسم لم تنزل عليه السكينة، بل لا يمكن أن تنزل؛ لاجتماع النقيضين؛ وإلاّ لما فرّ؛ إذ السكينة تعني النصر والتأييد والثبات والشجاعة والإقدام ، إجماعاً وضرورة.
الثاني: المؤمن المطمئن الشجاع الثابت .
وهو من بقي يجالد الكفّار ، بالسكينة النازلة على الرسول ابتداءً وعليه تبعاً.
ومجموع الآيات – بما هي مجموع - صريح في المطلوب، واحذر أن تستدلّ بآية دون أخرى من الآيات أعلاه؛ فهذا منهج أهل البدعة، وهو ضلال؛ إذ القرآن بعضه يفسّر بعضاً.
وعجبٌ ممّن يقول : إنّ المقصود بقوله تعالى : ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ([76]) هو أبو بكر ، مع أنّ النصّ السنّي الصحيح أثبت أنّ أبا بكر فارٌّ من الزحف جبان، وسيأتي الكلام .