نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 30
إذ قوله تعالى : إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ نصٌّ ظاهرٌ أنّه إنّما كان قادراً أن يكلّم الناس في المهد ؛ لكونه كان مؤيّداً بروح القدس ، فالثاني متوقّف على الأوّل توقّف المعلول على علّته التامّة على ما قضى الله تعالى .
وهذا الروح ، هو عين العلم اللدنيّ والنورالقدسي ؛ لقوله تعالى في نبيّنا : وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً([47]) ، وقد مرّ قول الإمام السنّي النيسابوري أنّ هذا العلم هو العلم اللدنّي ([48]).
فقارن بين قوله تعالى : أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وبين قوله تعالى : وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً لن تجد غير العلم اللدنّي أو روح القدس ، ما شئت فعبّر ، فهما لفظان لحقيقة واحدة ، وهما مقوّمان داخلان في حقيقة العصمة منذ أن أوجدها الله تعالى .
الزبدة : روح القدس علّة لتحقّق أمرين في الوجود ، على ما قضى الله تعالى :
الأولى : التثبيت والهداية التكوينية .
الثانية : الهداية التشريعيّة .
وهما مجموعان في قوله تعالى : نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ([49]) .