responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 285

معنى منع المفيد الوحي على غير الأنبياء.

قال الشيخ المفيد (413هـ) في أوائل المقالات: القول في الإيحاء إلى الأئمة، وظهور الاعلام عليهم، والمعجزات.

أقول: إنّ العقل لا يمنع من نزول الوحي إليهم، وإن كانوا أئمة غير أنبياء، فقد أوحى الله عز وجل إلى أم موسى: وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ، فَعَرَفت صحّة ذلك بالوحي، وعملت عليه، ولم تكن نبياً ولا رسولاً ولا إماماً، ولكنّها كانت من عباد الله الصالحين ([398]).

قلت: منع المفيد من نزول الوحي على الأئمّة من أهل البيت بعد النبيّ عليهم السلام ، ومقصوده الشريف وحي النبوّة؛ أي وحي الشريعة الناسخ لما قبله؛ ضرورة أنّ حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه كذلك، وهو لا ينافي نزول الملائكة على الأئمّة ومطلق الأوصياء : بمعنى التسديد والتأييد، وقد بيّنا هذا فيما سبق كثيراً.

يدلّ عليه قوله : وإنّما منعتُ من نزول الوحي عليهم، والإيحاء بالأشياء إليهم؛ للإجماع على المنع من ذلك، والاتفاق على أنّه من يزعم أنّ أحداً بعد نبينا يوحى إليه، فقد أخطأ وكفر؛ ولحصول العلم بذلك من دين النبي، كما أنّ العقل لم يمنع من بعثة نبي بعد نبينا، ونسخ شرعه كما نسخ ما قبله من شرائع الأنبياء، وإنّما


[398] أوائل المقالات: 68. دار المفيد للطباعة والنشر، بيروت.

نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست