نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 28
العلم اللدنّي هو روح القدس
لك أن تقول : إنّ العلم اللدنّي هو : روح القدس . والقدس هو الله تعالى ، أو : عالم الطهارة والوجود والنور ، ليس فيه ظلمات ولا فقدانٌ ولا شرور ، والروح أضيفت إليه .
وهو ظاهر أنّ قدرة المعصوم على أن يكلّم الناس في المهد ، معلولة لروح القدس المتّحدة مع نفسه الإنسانيّة الناطقة اتحاداً ماهويّاً .
فالروح القدس نوعٌ له أفراد ، كما أنّ الإنسانيّة نوع لها أفراد ؛ لذلك فلا مانع من تفسير الروح القدس بجبرائيل أو غيره من الملائكة ، في قوله تعالى : قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ([44]) ؛ فجبرائيل مصداقٌ ، أو فردٌ لروح القدس كما أنّ إسرافيل كذلك ، وكذا فذات نبيّنا محمد فردٌ ثالث ، والكلام هو الكلام في عيسى وبقيّة الانبياء وأهل العصمة ، كلّ واحد منهم فرد له ؛ فالاقتصار في تفسير الروح القدس بجبرائيل فقط خطأ ؛ ولا بأس به من باب التفسير بالفرد والمصداق ، فاحفظ هذا .
ولك أن تقول : العلم اللدنّي ، هو اسم الله الأعظم ، الذي إذا دُعِيَ به الله تعالى أجاب على الفور ؛ إذ الاسم الأعظم من علوم الغيب اللدنيّة ؛ فافهم.