فلقد وقع الإجماع القطعيّ، المورث للعلم الضروري عند الفريقين، سنّة وشيعة أنّ المقصود بقوله تعالى: وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ فاطمة فقط لا غير، يشهد له من النصوص الثابتة المشفوعة بالإجماع القطعيّ.
ما أخرجه مسلم في صحيحه قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد -وتقاربا في اللفظ- قالا: حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟!. فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم، سمعت رسول الله يقول له، خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوة بعدي»؟!. وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» قال فتطاولنا لها فقال: «ادعوا لي علياً» فأتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولما نزلت هذه الآية من آل عمران: َقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ دعا رسول الله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: «اللهم هؤلاء أهلي»([349]).اهـ.