قلت: وهذا نصّ في الاصطفاء؛ فتخصيص قوله تعالى: وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ بفاطمة عليها السلام دون سواها، اصطفاء وأيّ اصطفاء؛ بيان ذلك:
أنّ عائشة، وأمّ سلمة، وحفصة، و...، من نساء النبي عرفاً، لكن لم يدْعُ النبيّ ولا واحدة منهنّ للمباهلة؛ وتخريجه ما قلناه من أنّهنّ نساءه عرفاً لا شرعاً؛ وإلاّ يكون النبي عاصياً لأنّه لمْ يدعُهُنّ، والقائل بذلك جاهل أو كافر.
وننبّه أنّ الاستدلال الآنف مبني على اليقينيّات والقطعيّات، بل الضـروريّات؛ فلقد علم ضرورةً عند أهل القبلة جميعاً، أنّ النبيّ لم يأخذ للمباهلة من كلّ نساء الأرض إلاّ فاطمة سيّدة نساء العالمين..؛ تذكّر هذا الضروري دائماً.
والكلام هو الكلام في بقيّة أهل الكساء عليهم الصلاة والسلام، حذو القذّة بالقذّة.