responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 207

برهان امتناع تعظيم غير المصطفين

التعظيم، كما اتّضح، يدور مع من اصطفاهم الله تعالى لا غير؛ ولم يقع هذا بشهادة القرآن والسنّة النبويّة المتواترة في غير المعصوم، بل يمتنع ذاتاً في غيرهم.

فممتنعٌ ذاتاً أن يعظّم الله تعالى من ليس أهلاً للتعظيم من السافلين، كأن يصطفي المجرمين والجاحدين بل عامّة أهل السيئات المذنبين؛ فهذا كافتراض وجود المظروف – بما هو مظروف - من دون ظرف؛ فهذا معنى الممتنع ذاتاً.

وعلى سبيل التوضيح، فافتراض إمكانيّة تعظيم الوجود السافل الخسيس، بما هو وجودٌ سافل خسيس؛ ليكون عالياً من جنس الوجود الأشرف، نظير جعل الجبل الكبير – بما هو كبير- في البيضة بما هي بيضة صغيرة ، ولقد أجمع العلماء والحكماء أنّ هذا ممتنعٌ ذاتاً؛ ضرورة أنّ القدرة لا تتعلّق بما كان ممتنع ذاتاً.

ولا يرد إشكال الرحمة، وأنّ رحمة الله تعالى للمذنبين، ممتنعة ذاتاً أيضاً!!.

قلنا: ربما يكون الإشكال تاماً إذا افترضنا نزول رحمة الله تعالى على المذنبين، بما هم مذنبون مصرّون على الذنب، فهذا هو الممتنع ذاتاً على المحتمل، وأمّا إذا افترضنا نزول الرحمة عليهم بما هم تائبون نادمون مثلاً، فلا إشكال إطلاقاً.

وننبّه أنّ التعظيم المقصود بهذا الدليل، بشهادة كلّ القرآن، ما كان في أعلى درجاته، مساوقاً للعصمة؛ إذ أعلى درجاته النّص على من اصطفاه تبجيلاً، مصرحاً باسمه سبحانه توقيراً، فهذا هو المقصود بالتعظيم المصطلح، ولم يقع هذا في القرآن لغير معصوم، على ما بان واتّضح.


نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست