الوحي على قسمين!!

القسم الأوّل: وحي الأنبياء:.

وهو بهذا الوصف، لا ينزل إلاّ على خصوص الأنبياء والرسل، سواء أكان الوحي جبرائيل، أو روح القدس، أو إسرافيل أو عزرائيل أو أياً كان منهم عليهم الصلاة والسلام.

وأكثر من أنيطت إليه هذه المهمّة بأمر الباري تعالى ، هو سيّدنا جبرائيل ، كما نطقت النصوص المتضافرة المتواترة؛ وأصل وظيفة وحي النبوّة: تأسيس شريعة جديدة، ولا ينزل إلاّ على الرجال؛ إذ لا نبوّة لأنثى إجماعاً وضرورة.

ولقد منع الشيعة عن بكرة أبيهم -كأهل السنّة عن بكرة أبيهم - أن ينزل وحي النبوة على غير الرسل والأنبياء :، وهذا معلوم ضرورة، لكنّهم أنار الله برهانهم قالوا أيضاً: لا نمنع، نزول وحي التأييد والتسديد ، جبرائيل أو غيره من المقربّين عليهم السلام ، على الأوصياء ومطلق المعصومين، والغرض منه الائتمان على الشـريعة ائتماناً معصوماً؛ وبعض مستندهم في ذلك: وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى و: قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ وما جاء في الأسباط : وغيره.

القسم الثاني: وحي الأوصياء والمعصومين.

وهو بهذا الوصف ينزل على الأوصياء ومطلق المعصومين، رجالاً ونساءً. وأصل وظيفة وحي العصمة: التسديد والتأييد لما أسسه وحي النبوة، ولو من باب البشارات؛ كما في بشارة يوسف بموسى، وموسى بعيسى....

فنزول جبرائيل على مريم صلوات الله عليها، وهي من المعصومين :؛ إنّما هو تسديد وتأييد لما بشّر به موسى وأسّسه، أو لكونه تكليفاً خاصّاً ، أو كلاهما .