فحينما يعتقد الشيعة بعصمة عليّ عليه السلام، وكذا المهدي أرواح العالمين لهما الفداء؛ فلأنّها تدور على معجزة ولاية التكوين والتدبير، ومن مصاديقها نزول السكينة على عليّ كما نزلت على موسى ويوشع وطالوت؛ إذ الظفر السماوي يعني السكينة والتأييد فيما أوضحنا..

وبعبارة أخرى؛ فالأمر كلّه يدور على معجزة، والمعجزة عند أهلها من المصطفين المطهّرين، لا تعني غير العصمة.

ولا بد من التذكير دائماً، أنّ ظفر عليّ بكل الحروب إذا حمل الراية النبويّة، أكبر شأناً من أن يثبت بمجرّد الأخبار القطعيّة، كونه وجداني ضروريّ، لا شكّ فيه ولا ريب، فاحفظ هذا؛ إذ مدار ما عندنا القطعيّات واليقينيّات، ولا يسوغ غيرها إلاّ للبيان والتوضيح.

وثمّة ما يجب بيانه، فلقد اختلط على الكثير معنى المعجزة التي تلازم عصمة المعصوم؛ فليست المعجزة مطلقاً تلازم العصمة، وإنّما خصوص الاستقلاليّة، مباشرة التأثير؛ هاك التوضيح..