دعوى أنّ الوحيّ خاصّ بالنبوّة فقط!!

ذكر غير واحد من أهل السنّة أنّ العلم الحاصل لشخص من طريق الوحي ، لا يكون إلاّ لنبيّ ..

وعلى سبيل المثال : قال الإمام السنّي ابن عطيّة الأندلسـي (542هـ) في سيّدنا الخضر عليه السلام : والآية : آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا تشهد بنبوته؛ لأنّ بواطن أفعاله، هل كانت إلاّ بوحي الله تعالى؟! ([13]).

وقال الإمام السنّي ابن جزي الكلبي (741هـ): فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا هو الخضر )آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا( يعني النبوة على قول من قال: إنّ الخضر نبي. وقيل: إنّه ليس بنبي، ولكنّه وليّ..؛ وتظهر نبوته من هذه القصة، أنّه فعل أشياء لا يعملها إلاّ بوحي([14]).

قلت: وهو استدلال، من لم يحط خبراً بالقرآن؛ فالله تعالى من فوق سبع سماوات قال في سورة القصص:

وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ([15]).

وقال عزّ اسمه: إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ مَا يُوحى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي([16]).

[13] تفسير ابن عطيّة= المحرر الوجيز (ت: عبد السلام) 3: 528. دار الكتب العلميّة، بيروت.

[14] تفسير ابن جزي الكلبي (ت: عبد الله الخالدي) 1: 470. دار الأرقم بن أبي الأرقم. بيروت.

[15] سورة القصص: 7.

[16] سورة طه: 38-39.