responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 144
إسحاق، ونبوّة أم موسى، ونبوّة أم عيسى؛ استدلالاً منهم بخطاب الملائكة لسارة ومريم وبقوله: وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ قالوا: وهذا معنى النبوّة.

قال ابن كثير: والذي عليه الجمهور، أنّ الله لم يبعث نبياً إلاّ من الرجال؛ قال الله تعالى: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى([218]). وقد حكى الشيخ أبو الحسن الأشعريّ، رحمه الله، الإجماع على ذلك. اهـ ([219]).

وأيّ شيء كان الوحي، سواء أكان جبرائيل، أم غيره؛ فهو يضمّ أوامر ونواهي، هي أجلّ وأكبر من أيّ شريعة أوحى بها الله تعالى على أحد من أنبيائه ورسله إلى ذلك الزمان؛ فموسى -عدا نوح وإبراهيم وربما نتوقف في الخضـر- أفضل أهل الأرض على الإطلاق حتى ذلك الزمان؛ وكلّ تلكم الأوامر والنواهي ممّا أوحى الله تعالى به لأمّ موسى؛ ففي الآية أعلاه بالنظر لذلك، مجموع أمور نقطع من خلالها بعصمة أم موسى عليها السلام:

أولاً: تسليم أمّ موسى عليها السلام للوحي بالإلقاء في اليمّ، مع أنّه خلاف الطبع والطبيعة، بل العقل والشريعة، برهان ناصع ودليل قاطع على أنّها مصطفاة من قبل الله تعالى، وفي هذا وحده إشعار بعصمتها، فهذا من خصائص المعصوم والعلم اللدنّي، لا يقتدر عليه غيره..

ثانياً: تحيل العادة، أن يكون هذا الوحي بالإلقاء في اليم، مجرد إلهام أو نوم، ضرورة أنّه خلاف الطبع والطبيعة، مناف للعقل والشـريعة، فلابدّ أن نفترض أنّه ملك من الملائكة قد كلّمها ببرهان كالشمس لا يحتمل الخلاف؛ يشهد لذلك أنّ موسى وهو سيد المرسلين، كليم الله، قد اعترض على الخضـر بمنافاة العقل


[218] سورة يوسف: 109.

[219] تفسير بن كثير 3: 159. دار طيبة. ت: محمد سلامة.

نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست